مقالاتمقالات للدكتورة هلا السعيد

اليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد ٢ ابريل

بقلم الدكتورة هلا السعيد

التعريف :-

هو اضطرابا في النمو العصبي لوظائف الدماغ يستمر مدى الحياة، ويظهر في مرحلة الطفولة المبكرة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ويتميز بشكل رئيسي بتفاعلاته الاجتماعية الفريدة، والطرق غير العادية للتعلم، والاهتمام البالغ بمواضيع محددة، والميل إلى الأعمال الروتينية، ومواجهة مرضاه صعوبات في مجال الاتصالات التقليدية، واتباع طرق معينة لمعالجة المعلومات الحسية.والتوحد هو حالة تستمر مدى الحياة، تؤثر على كيفية تواصل الفرد وتفاعله مع الآخرين، وعلى كيفية إدراكه العالم المحيط به، ويستخدم في وصف هذه الحالة تعبير “طيف التوحد” نظرا لأن الأفراد المصابين بها يتأثرون بطرق مختلفة وبدرجات متفاوتة، والسبب في معظم الحالات لا يزال غير معروف.وعلى الرغم من إمكانية اكتشاف الخصائص في مرحلة الطفولة المبكرة، فإنه غالبا لا يتم تشخيص الإصابة بالتوحد إلا بعد فترة طويلة. ومما يؤثر في التواصل الاجتماعي والبصري والسمعي واللغوي واضطرابات سلوكيه انفعاليه واللعب التخيلي ، ويسبب تحديات اجتماعية.
غالبًا لا يوجد ما يميز الأشخاص المصابين عن غيرهم، ولكن قد تكون طريقة تواصلهم، وتفاعلهم، وتصرفهم، وتعلمهم مختلفة عن الآخرين. وقد تتراوح قدرات التعلم، والتفكير، وحل المشكلات لديهم؛ فهناك أشخاص موهوبون وآخرون ذوو تحديات شديدة؛ مما يؤدي إلى حاجتهم إلى المساعدة في أعمال الحياة اليومية أكثر من غيرهم.

أعراض اضطراب طيف التوحد عند الأطفال:

* مشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
* وجود صعوبة في تطوير العلاقة أو الحفاظ عليها.
* الالتزام الشديد بالروتين اليومي أو سلوك معين.
* القيام بالحركات المتكررة.
* الثبات على شيء واحد فقط والانشغال به تماماً.
اضطراب طيف التوحد يصنف إلى ثلاثة أنواع: بسيط، ومتوسط، وشديد، وأن التدخل المبكر يساهم بشكل فعال في معالجة الحالات البسيطة، ويضع أسسا عملية وتربوية للتعامل مع بقية الحالات، وتستمر لمراحل حتى استكمال عملية الدمج الكامل لفئة طيف التوحد،لذلك من الضروري زيادة الوعي المجتمعي للأسر في التعامل مع حالات طيف التوحد، وتجاوز حالات الجهل والخجل الاجتماعي.

اليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد2/ 4/ 2023:

إن اليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد أحد الأيام المهمة التي تم اعتماده بدءًا من العام 2007 ميلادي بموجب قرار من قبل الهيئة العامة التابعة للأمم المتحدة حيث يُصادف اليوم العالمي للتوحد 2023 في يوم الأحد الموافق الثاني من أبريل/ نيسان 2023، إذ تكمن أهميته في توعية الناس بمرض التوحد الذي يعاني منه طفل واحد فقط بين مائة طفل، أضف إلى ذلك أنه قد قام بِتسليط الضوء على حاجة المصابين بهدف مساعدتهم لكي يتمكنوا من عيش حياة كريمة، كما يتم عقد الفعاليات للتنبيه على أهمية تضافر الجهود الرسمية من أجل الاهتمام بهذه الفئة من الأطفال.

شعار اليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد 2023:

لقد خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثاني من أبريل من كل عام للاحتفال بِيوم التوحد العالمي، حيث تقام فيه سلسلة من الفعاليات والندوات التي من شأنها أن تعزز دور هؤلاء الأفراد في الانخراط في مؤسسات المجتمع ونشر الوعي بضرورة الاهتمام بهم، وهذا العام تم التركيز علي التحول نحو عالم شامل للتنوع العصبي للجميع وكيفية مواصلة تعزيز التحول في السرد بشأن التنوع العصبي بما يمكن من التغلب على الحواجز وتحسين معايش المصابين باضطراب طيف التوحد.
والامم المتحده تبتعد هذا العام بشعارها عن سرديات علاج المصابين بالتوحد وتركز عوضا عن ذلك على قبولهم ودعمهم وضمان إشراكهم والدفاع عن حقوقهم. وهذا تحول كبير لكافة المصابين بالتوحد وللمعنين بهم ولمجتمع التنوع العصبي الأوسع وللعالم بأسره.
حيث تمكّن السردية الجديدة المصابين بالتوحد من المطالبة بكرامتهم واحترامهم لأنفسهم، وإدماجهم إدماجا كاملا بوصفهم أعضاء ذوو قيمة ثمين في عائلاتهم ومجتمعاتهم.
كما أن السردية الجديدة تسهل تركيز الانتباه على المساهمات التي يقدمها المصابون بالتوحد للعالم، كما هو الحال مع احتفالية هذا العام التي تركز على إسهامات المصابين بالتوحد في منازلهم وفي أعمالهم وفي الفنون وفي السياسة العامة.كما سيُعرض للمساهمات التي يقدمها المصابون بالتوحد فضلا عن المساهمات التي يمكن أن يقدموها مستقبلا للمجتمع، بما يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبهذا اليوم تنار بنايات المؤسسات باللون الازرق للتوعية بمرض التوحد والتى تشارك فيها عشرات المؤسسات من جميع أنحاء العالم. أما عن سبب اختيار الأزرق ليكون اللون المعبر عن دعم مرضى التوحد فقد تعددت الإجابات عن هذا السؤال، حيث يرجح البعض أنه تم اختيار الأزرق لأن الدراسات أثبتت أن التوحد يصيب الذكور أكثر من الإناث لذلك تم اختيار الأزرق له ، ويقول آخرون إن الأزرق يمثل المصابين بالتوحد لأنه يعكس الصدق والعمق والذكاء، وهى الصفات الأبرز التى تميز مصابى التوحد.
اما سبب اختيار شريطة “البازل” التى اعتمدت عام 1999 كعلامة عالمية للتوعية باضطراب طيف التوحد:
ويأتى هذا الشريط فى شكل بازل من قطع متفاوتة بألوان متنوعة، وحسب منظمة “autism-society” الأمريكية فهى ترمز إلى تعقيد وتنوع الأفراد والأسر الذين يعيشون مع هذه الحالة.
وهذا الشريط يعكس أكثر التضامن وأن مريض التوحد ليس وحده وإنما هو جزء من لغز كبير فى الحياة وتعكس أيضًا مدى غموض عالم التوحد بالنسبة لنا.

اهداف اليوم العالمي لاضطراب طيف التوحد:

  • زيادة الوعي حول اضطراب طيف التوحد وأعراضه واسبابه.
  •  تعزيز دور المصابين باصطراب طيف التوحد في المجتمع، وزيادة قبولهم له.
  •  تسليط الضوء على الحاجة للمساعدة وتحسين نوعية حياة المصابين.
  •  دعم المصابين باضطراب طيف التوحد ومعاملتهم معاملة حسنة.
  •  دعم اسر ذوي اضطراب طيف التوحد.
  •  التعريف بهذا المرض والتحذير منه
  •  مساعدة المتخصصين لايحاد برامج حديثه لتدريب ذوي اضطراب طيف التوحدحقائق لا بد الاشارة لها :
  •  هو اضطراب وليس مرض
  •  يعاني طفل واحد من كل ١٠٠ طفلًا في العالم من اضطراب طيف التوحد.
  • تظهر اضطرابات طيف التوحد في مرحلة الطفولة، غير أنها تميل إلى الاستمرار في فترة المراهقة وسن البلوغ.
  •  يمكن للتدخلات النفسية والاجتماعية المسندة بالبيّنات مثل أنشطة معالجة السلوك، أن تحد من المصاعب المصادفة في التواصل والسلوك الاجتماعي، اي بالسلوكيات المصاحبه للاضطراب وتؤثر تأثيرًا إيجابيًّا في العافية ونوعية الحياة.

دور دوله قطر بالاهتمام باضطراب طيف التوحد:

دولة قطر كانت من أوائل الدول على مستوى المنطقة والعالم التي صادقت في عام 2008 على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تم اعتمادها في عام 2006.
وأشارت إلى أن دولة قطر من الدول القليلة في المنطقة التي لديها قوانين وسياسات ومؤسسات مناسبة للاستجابة الكاملة لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز اندماجهم الكامل في المجتمع..
وتعتبر سمو الشيخه موزة بنت ناصر المسند اول من اقترح بتحديد ٢ ابريل يوم عالمي للتوحد وتم الموافقه بالاجماع
ودشنت قطر في أبريل 2017 الخطة الوطنية للتوحد الهادفة إلى تحسين سبل حياة الأفراد ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم، والمتضمنة 44 توصية لتنفيذها كاملة بحلول عام ٢٠٢٢ وقد تم تنفيذ العديد من موادها منها توصيات ذات علاقة بالأهداف قصيرة المدى تم تنفيذها في العام الأول من إطلاق الخطة.كما تركز بعضها على برامج عملية وتأهيلية لزيادة الوعي العام، وتسهيل التشخيص المبكر، وتحسين جودة عمليات التدخل والخدمات، بالإضافة إلى استمرارية الرعاية وتطوير هادف في التعليم والمشاركة الاجتماعية.ويعكس إطلاق الخطة الوطنية للتوحد الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر لكافة فئات المجتمع، وحرصها على أن يحظى ذوو التوحد بالرعاية والاهتمام الكافيين، وأن توفر لهم الخدمات اللازمة، وتتاح لهم الفرص المناسبة للتعليم والتدريب وممارسة الحياة الطبيعية.وتأكد دوله قطر علي التزامها بعالم شامل ومنصف ومستدام للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد ويبرز في الآن نفسه جانبا من التزام الدولة بأن يكون للأفراد ذوي التوحد الحق في تلقي الرعاية والدعم حاليا ومستقبلا، والحصول على الفرص نفسها المتاحة لغيرهم، في مجتمع يتقبلهم كما هم، ووفقا لما تشير إليه رؤية قطر الوطنية 2030، في هدف “تأمين استمرار العيش الكريم لشعب قطر جيلا بعد جيل”.وقد انعكس هذا الاهتمام تقدما ملحوظا في تحقيق أهداف الخطة الوطنية للتوحد، كان من ثماره دمج المصابين في المدارس، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية كافة لهم، ليذداد عدد مراكز ذوي الإعاقة في دولة قطر، التي تقدم خدمات متنوعة من الرعاية الطبية والتعليمية والتدريبيه والتأهيليه إلى الإرشاد والتوعية.كما تجلى في إصدار مجلس الوزراء الموقر القرار رقم (26) لسنة 2019 المتعلق بإنشاء اللجنة الوطنية المعنية بشؤون المرأة والطفل وكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة، والتي اشتملت مهامها على “رصد أوضاع حقوق ذوي الإعاقة”، بالدولة ومن بينهم ذوو التوحد، وضمان تطبيق السياسات الداعمة لهم.وتكشف بيانات جهاز التخطيط والإحصاء بالدولة أن عدد المصابين بطيف التوحد المسجلين بمراكز ذوي الإعاقة في قطر بلغ 1465 شخصا في العام 2020، بواقع 599 قطريا (480 ذكرا و119 أنثى)، بينما بلغ عدد غير القطريين نحو 866 مصابا يتوزعون بين (687 ذكرا و179 أنثى).و دولة قطر حققت تقدما ملحوظا في جميع أهداف الخطة الوطنية للتوحد (2017 / 2022)، لافتة إلى أن ثمار هذه الجهود برزت من خلال دمج المصابين في المدارس، وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية كافة لهم.ويظهر تضافر الجهود الرسمية والشعبية للاهتمام بشريحة طيف التوحد من حيث التدخل المبكر، وإدراك حجم المشكلة والتكيف معها، ايضا تظهر اهتمام دوله قطر بذوي اضطراب طيف التوحد بما شاهدناه اثناء المنديال لضمان أن تكون بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 الأكثر تسهيلا وشمولا لهذه الفئة في تاريخ البطولات العالمية، حيث زود عدد من ملاعب المونديال بغرف حسية مخصصة لذوي الإعاقة الذهنية، توفر أجواء مثالية تلائم أطفال التوحد والاضطرابات العصبية السلوكية ليستمتعوا بأجواء المباريات في مساحة آمنة مجهزة بجميع الأدوات والأجهزة المتطور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى